الاثنين، 11 ديسمبر 2017

تخثر الاوردة



تخثر الاوردة 
خبير الاعشاب والتغذية العلاجية خبير الاعشاب عطار صويلح منذ عام 1986
إذا كان الشخصُ يسافر على متن الطائرة لمسافات طويلة، فهناك طرقٌ عدَّة يمكن من خلالها الحدُّ من خطر الإصابة بجلطات أوردة الساقين أو ما يُدعى خُثارَ الأوردة العميقة.


العواملُ التي تزيد خطر أو احتمال خُثار الأوردة العميقة
• وجود تاريخ سابق لجلطةٍ رئوية أو خُثار في الأوردة العميقة.

• السرطان.

• السكتة الدماغية.

• أمراض القلب.

• الميل الوراثي إلى التجلُّط (أهبة التخثُّر thrombophilia).

• عملية جراحيَّة حديثة (في منطقة الحوض أو الساقين).

• البدانة.

• الحمل.

• العلاج بالهرمونات البديلة.

إذا كان المرءُ يعتقد أنَّ لديه خطراً للإصابة بجلطات الأوردة العميقة، فلابدَّ من مراجعة الطبيب قبلَ السفر.

أوَّل مرَّة ذُكر فيه خثارُ الأوردة العميقة المتعلِّق بالسفر كانت في عام 1954 لدى طبيب عمره 54 عاماً، حيث تعرَّض لجُلطةٍ دموية بعدَ رحلة استمرَّت 14 ساعة.

وأَطلَق الباحثون على هذه الحالة في ذلك الحين "متلازمةَ الدرجة الاقتصادية economy class syndrome"، حيث كانوا يعتقدون أنَّ هناك صلةً بين الإصابة بجلطات الأوردة العميقة والسفر الجوي الطويل في ظروف غير مناسبة.

لكنَّ العددَ الفعلي للأشخاص الذين يُصابون بخُثار الأوردة العميقة، بسبب السفر في رحلات طويلة، غيرُ معروف، ومن الصعب تحديدُه، لأنَّ الحالةَ يمكن أن تكونَ بلا أعراض، وقد لا تحدث في بعض الأحيان بعدَ السفر.

ومع ذلك، هناك بعضُ الأدلَّة التي تشير إلى أنَّ مجموعاتٍ معيَّنةً من الناس، مثل النساء الحوامل أو الأشخاص الذين أُصيبوا بسكتةٍ دماغية، تكون معرَّضةً لخطر متزايد من الإصابة بخُثار الأوردة العميقة على الرحلات الجوية التي تمتدُّ ثماني ساعات أو أكثر.

يحدث خُثارُ الأوردة العميقة عندما يتدفَّق الدمُ ببطء شديد عبرَ الأوردة؛ فيشكِّل جلطةً تسدُّ الأوردةَ العميقة، في الساقين عادة.

لا يكون لخُثار الأوردة العميقة أيَّةُ أعراض فورية عادة، ممَّا يجعل من الصعب كشفُه على الفور. ومع ذلك، تشتمل علاماتُه النموذجية على التورُّم أو الألم في ناحية بطَّة الساق (الرَّبلة) أو الفخذ، والشحوب وارتفاع الحرارة حول المنطقة المصابة.

إذا تُركِت الحالة من دون علاج، يكون المصابون بخُثار الأوردة العميقة معرَّضين لخطر حدوث انصمام أو جلطة رئوية، حيث ينفصل جزءٌ من الجلطة الدموية، ويسير إلى الرئة، وقد تكون هذه الجلطةُ قاتلةً.


جواربُ الطيران
● يُوصى باستعمال جوارب الطيران لدى الأشخاص المعرَّضين لمخاطر خُثار الأوردة العميقة بدرجة معتدلة أو مرتفعة.

● ينبغي ارتداؤها طوالَ الرحلة.

● يجب استخدامُ جوارب دون مستوى الركبة ذات ضغطٍ مناسب.

● تعدُّ جواربُ الفئة 1 (تمارس ضغطاً قدره 14-17 مم زئبق عندَ الكاحل) كافيةً عادة.

● يجب الحصولُ على مشورة اختصاصي في الصحَّة (طبيب أو ممرِّضة أو صيدلاني) حولَ الحجم الصحيح والمناسب.


قبلَ السفر
إذا كان الشخصُ يعتقد أنَّ لديه قدراً كبيراً من خطر الإصابة خُثار الأوردة العميقة، فيجب مراجعة الطبيب قبلَ السفر.

قد يصِف الطبيبُ للشخص أدويةً مانعة لتجلُّط الدم (مميِّعات) للتقليل من مخاطر تَخثُّر الدم، أو جوارب ضاغطة (تُسمَّى جواربَ الطيران أيضاً).

خلصت الدراساتُ إلى أنَّ ركَّابَ الطائرات الذين يرتدون جواربَ ضاغطةً، خلال الرحلات الجوِّية التي تمتدُّ لأربع ساعات أو أكثر، يمكن أن يقلِّلوا بشكلٍ كبير من خطر الإصابة بجلطات الأوردة العميقة، فضلاً عن تورُّم الساقين (وذمة).

تعمل الجواربُ تحت الركبة على تطبيق ضغطٍ لطيف على الكاحل للمساعدة على تدفُّق الدم. وهي تأتي في مجموعةٍ متنوِّعة من الأحجام، وهناك مستوياتٌ مختلفة من الضغط أيضاً. وتعدُّ الجوارب من الفئة 1 (تمارس ضغطاً قدره 14-17 مم زئبق عندَ الكاحل) كافيةً عادة.

إلاَّ أنَّه من المهمِّ أن يجري قياسُ الجوارب الضاغطة ولبسها بشكلٍ صحيح، حيث يمكن للجوارب غير المناسبة أن تؤدِّي إلى زيادة مخاطر الإصابة بجلطات الأوردة العميقة.

تتوفَّر جواربُ الطيران في الصيدليَّات والمطارات والعديد من منافذ البيع بالتجزئة. ولكن، يجب أخذُ المشورة حولَ الحجم والتوافق المناسب من اختصاصي الصحَّة أو الصيدلاني.


التعافي من الإصابة بجلطات الأوردة العميقة
إذا كان الشخصُ قد عانى مؤخَّراً من خُثار الأوردة العميقة، فربَّما أنَّه يتناول أدوية، مثل الوارفارين warfarin، لمنع تكوُّن جلطات الدم.

وفي هذه الحالة، يكون خطرُ الإصابة بجلطات الأوردة العميقة منخفضاً، وليس هناك أيُّ سبب يجعل هذا الشخصَ لا يستطيع السفر، بما في ذلك السفرُ الطويل.

ومع ذلك، إذا كان الشخصُ لا يزال في مرحلة النقاهة، فيجب عليه الحصول على موافقة واضحة من الطبيب الاستشاري قبلَ السفر. كما يجب عليه أيضاً اتِّباع النصائح العامَّة المذكورة لاحقاً للوقاية من جلطات الأوردة العميقة لدى المسافرين من ذوي الخطورة العالية.


الوقايةُ خلال السفر
إذا كان الشخصُ يخطِّط لرحلة طويلة بالطائرة أو القطار أو السيَّارة، فيجب عليه الحرص على ما يلي:

● ارتداء ملابس فضفاضة ومريحة.

● التفكير في شراء جوارب الطيران (جوارب ضاغطة).

● تخزين الأمتعة بحيث يكون لديه مَجالٌ لتمديد الرجلين والساقين.

● القيام بتمارين معاكسة أو مناهضة لخُثار الأوردة العميقة، حيث برفع كعبَيه، محافظاً على أصابع قدميه على الأرض، ثمَّ يجعلهما ينخفضان للأسفل، ويكرِّر ذلك 10 مرَّات. والآن، تقوم برفع وخفض أصابع القدمين 10 مرَّات. ويجب فِعلُ ذلك كلَّ نصف ساعة على الأقل (يمكن أن يفعلَ الشخصُ ذلك بتواتر أكبر إذا أراد).

● التجوُّل كلَّما أمكن ذلك.

● شرب الكثير من الماء.

● تجنُّب شرب الكحول أو تناول الحبوب المنوِّمة
ما هو اهبة التخثر الموروثة

لماذا يحدث تخثر الدم أثناء الإصابة بجروح، بينما في الأوعية الدموية لا يتخثر الدم؟ هذا السؤال حير العلماء طوال  الـ 2500 سنة الأخيرة. وتم فقط، في القرن الأخير، فهم العوامل التي تُسير عملية تخثر الدم. وتم في العقود الأربعة الأخيرة، كشف الآليات التي تمنع تخثر الدم.  

يوجد توازن بسيط بين نظام تخثر الدم والنظام الذي يمنع تخثر الدم، وعندما يختل هذا التوازن، فمن المتوقع أن يحدث تجلط الدم في الأوعية الدموية (Thrombosis)، الذي يؤدي لانسداد الأوعية الدموية أو قد يحدث نزيف.

إن تجلط الدم في الشرايين، الذي يحدث على الأغلب، بسبب تصلب الشرايين وفشل نظام ردع التخثر، يؤدي إلى عدم وصول الغذاء والأوكسجين إلى خلايا الجسم، ونتيجة لذلك، قد يحدث احتشاء (نخر الأنسجة) مثل احتشاء عضلة القلب أو احتشاء الدماغ.  


يُعطل تجلط الأوردة إرجاع الدم من الخلايا إلى القلب، وخاصة في أوردة الأرجل، بسبب تدفق الدم البطيء نسبيًّا؛ كما أن جزءًا من تجلط الدم باستطاعته أن ينفصل من الوريد وأن يجري إلى الأوعية الدموية الرئوية، وقد تسبب احتشاء الرئة وهي حالة تهدد حياة المريض. إن تجلط الشرايين والأوردة في الدول المتطورة يؤدي إلى نمط حياة مَرَضي، كما أنه مسبب أول للموت، وهو شائع أكثر مرتين من معدل حالات الموت من الأورام الخبيثة.

يتم ردع تخثر الدم عن طريق عدة أنظمة، الأساسية من بينها:

1. ردع جلب الصفائح الدموية إلى جدار الأوعية الدموية وتخزينها عن طريق بروستسكلين (Prostacyclin) الذي تفرزه الخلايا المبطنة المتواجدة بجدار الأوعية الدموية.

مواضيع ذات علاقة
فحوصات امراض الدم
ما هي أُهْبَةُ التَّخَثُّر ( Thrombophilia)
اختبارات فرط تخثر الدم المختلفة
أهمية الأدوية المضادة للتخثر لمنع حدوث احتشاء القلب والدماغ
ما هو تصلب الشرايين؟وما هي العلاقة بين التدخين وأمراض القلب؟
2. ردع الإنزيم الأساسي بعملية تخثر الدم- ترومبين (Thrombin) عن طريق خلط بروتين الانتيترومبين (antithrombin) والبروتغليكان (Proteoglycan) المتواجد بجدار الأوعية الدموية

3.ردع تخثر الدم بواسطة بروتين C. يبدأ تشغيل هذا النظام الفريد باستخدام ثرومبين، الذي يحول الفيبرينوجين الذائب لشبكة فبرين، التي هي ما تؤدي لتخثر الدم. يربط بداية، الثرومبين بالتروبومودولين وهو البروتين الموجود في الخلايا البطانية؛ وهذا الرابط يؤدي لإيقاف عمل الثرومبين التخثري، بحيث تصبح وظيفة الثرومبين تشغيل بروتين C؛ وعندما يصبح هذا البروتين فعالاً، فإنه يقضي على مركبين مهمين في عملية تخثر الدم، عامل Va وعامل VIIIa، بالإضافة لبروتينات أخرى مساعدة على ذلك، بروتين S، وبهذه الطريقة تتوقف عملية تخثر الدم.

4. تفعيل نظام إذابة الجلطة الدموية (fibrinolysis).

تقوم خلايا جدار الوعاء الدموي المصاب بالتجلط، بإفراز إنزيمين هما منشط البلاسمينوجين النسيجي (Tissue plasminogen activator) والأوروكيناز (Urokinase) اللذين يعملان على بروتين الخاص بالدم وهو بلاسمينوجين ويحولانه إلى إنزيم فعال وهو البلاسمين (plasmin). إن البلاسمين هو إنزيم يحلل شبكة الفبرين بشكل بطيء، ونتيجة لذلك يتجدد تدفق الدم في الأوعية الدموية.

إن المشاكل الوراثية ألتي يحدثها تخثر الدم التي تم تشخيصها لأول مرة، هي تلك المتعلقة بخلل بإنتاج الانتثرومبين، أو بروتين C أو بروتين S. إن المرضى الذين يعانون من نقص بأحد هذه المركبات، فإنهم يصابون بتجلط الدم في الأوردة وليس الشرايين. كما أن التجلط قد يحدث بجيل الشباب من دون أن يظهر أي سبب، أو الحالات التي هي بحد ذاتها تشجع على تكوين التجلط بالأوردة مثل الحمل، تناول هورمونات نسائية عقب عمليات جراحية، سمنة أو بسبب قلة الحركة المتواصلة.

إن نقص هذه البروتينات الثلاثة أمر نادر نسبيًّا، ويمكن تشخيص النقص فقط لدى 15%-20% من الذين أصيبوا بتجلط الأوردة، التي لم يكن مسببها عاملاً خارجيًّا. توجد حالات وراثية أخرى من تجلط الدم الشائعة أكثر، وغير المرتبطة بنقص البروتينات C و S والانتيترومبين، تم الكشف عنها  في العقد الأخير في المجتمع ذي البشرة البيضاء في العالم. إن المسبب الأول هو عامل تخثر الدم V  ليدن (V Leiden) (سمي على اسم المدينة الجامعية لايدن الهولندية حيث تم اكتشافه)؛ أما المسبب الثاني فهو التغير في الجين المرمز لعامل التخثر 2 (بروثرومبين - prothrombin).

إن كل واحد من هذه النواقص (العيوب) متواجد لدى حوالي 5% من أصحاب البشرة البيضاء، ولدى حوالي  20 % بين الذين يتم استقبالهم في غرف الطوارئ بسبب تجلط الدم في الأوردة. يوجد في عامل تخثر الدم V ليدين، حامض أميني قد تم تغييره وسبب ذلك، أنه إذا كان بروتين C فعالاً فإنه يقضي على عامل التخثر V. إن عملية الردع الطبيعية للتخثر عن طريق بروتين C الفعال، تقل بسبب الخلل في تحليل عامل التخثر V، ونتيجة لذلك يتجلط الدم. يؤدي التغير في جين عامل التخثر الثاني، إلى زيادة إنتاجه ونتيجة لذلك زيادة إنتاج ثرومبين.

لقد وُجِدَ في السنوات الأخيرة، بأن مضاعفات الحمل، مثل موت الجنين في المراحل الأولى، والإجهاضات الكثيرة في المراحل الأولى للحمل (على الأقل ثلاث مرات) مرتبطة بتجلط الدم الوراثي. وبالنسبة لمضاعفات الحمل الأخرى مثل تسمم الحمل، انفصال المشيمة المبكر وتأخر نمو الجنين، لم يتم إثبات صلتها بتجلط الدم الوراثي.   

يتم علاج المرضى الذين أصيبوا بالتجلط الوريدي، وتم اكتشاف نوع أو أكثر من تجلط الدم لديهم، بواسطة الأدوية المضادة للتخثر، لفترة زمنية متعلقة بحالة المريض. أما النساء اللواتي تعرضن لإجهاضات متكررة أو موت الجنين، فمن الممكن أن تمر بحمل طبيعي وناجح، إذا تم علاجهن بمضادات تخثر الدم خلال الحمل. إن المرضى المصابين بفرط تخثر الدم الوراثي، ولم يظهر عندهم تجلط، لا يتم علاجهم بالأدوية بل بالوقاية، كما ننصحهم بتقليل احتمالات الإصابة بالتجلط عن طريق الامتناع عن زيادة الوزن، الامتناع عن تناول الهورمونات النسائية، وبمضادات التخثر بزمن الجراحة وعقب الولادة.








0 التعليقات:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.