الجمعة، 3 أبريل 2020

هل يضرّ الكولسترول الموجود في البيض بصحَّة القلب؟


PANET | متـزوج: رأت زوجتي بالمنام أني أعطيتها بيضة مسلوقة كبيرة ومقشرة



تُشيرُ هذه الدراسةُ إلى أنَّ تناوُلَ بيضة واحِدة في اليوم، ضمن سِياق نموذجٍ من النظام الغذائيّ الصحِّي، ‏لا ‏يبدو أنَّه يزيد من خطر مرض القلب أو يُؤثِّر في الكولسترول الغذائيّ، ولكن لا يعني هذا أن تكون ‏البيضة ‏مُغمَّسة بالصلصة ومعها بسكويت مصنوع من الزبدة‎!".‎

أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ الكولسترول الموجود في البيض قد لا يكون ضارَّاً بصحَّة القلب مثلما يعتقد ‏الكثيرُ من النَّاس؛ وقالَ الباحِثون إنَّه، حتى الأشخاص الذين لديهم جينة تُسمَّى ‏APOE4‎، وهي تُعرَف ‏بأنَّها تزيدُ من الحساسيَّة للكولسترول الغذائيّ، لا يبدو أنَّ هناك ما يخشونه عندما يتعلَّق الأمر بتأثير ‏الكولسترول الموجود في البيض أو الأنواع الأخرى من الطعام في صحَّة القلب.‏

رصد الباحِثون العادات الغذائيَّة عند أكثر من 1000 رجلٍ في مُنتصف العُمر ولحوالي 20 عاماً، وكانوا ‏جميعاً يتمتَّعون بصحَّة جيِّدة للقلب عند بِداية الدِّراسة، وكان ثلثهم تقريباً يحملون جينة ‏APOE4‎‏.‏

قالَ مُعدُّ الدراسة جيركي فيرتانن، أستاذ علم الأوبئة الغذائيَّة لدى معهد الصحَّة العامة والتغذية السريريَّة في ‏فنلندا: "من المعروف أنَّ مدخولَ الكولسترول الغذائيّ يُؤثِّر بشكلٍ بسيطٍ جدَّاً في مُستويات كولسترول ‏الدَّم، وأنَّ الكولسترول أو المدخول الغذائي في البيض لا يترافقان مع زِيادةٍ في خطر مرض القلب، وفقاً لما ‏بيَّنته مُعظم الدِّراسات".‏

‏"ولكن، يُؤثِّرُ الكولسترول الغذائيّ بشكلٍ أكبر في مُستويات كولسترول الدَّم عند الأشخاص الذين لديهم ‏جينة ‏APOE4‎، ولهذا السبب افترضَ الأطبَّاء أنَّ مدخولَ الكولسترول قد يُؤثِّرُ بشكلٍ أقوى في خطر ‏مرض القلب عند هذه الشريحة من البشر، ولكن لم تجِد دراستُنا زِيادةً في هذا الخطر عند الأشخاص الذين ‏لديهم جينة ‏APOE4‎‏".‏

لم تجِد الدِّراسةُ صِلةً بين الكولسترول الغذائيّ والتأثيرات السلبيَّة في صحَّة القلب، ولكن قال الباحِثون إنَّهم ‏لم يجِدوا برهاناً على أنَّ الكولسترول الغذائيّ لا يُؤثِّر بشكلٍ ملحُوظٍ في مرض القلب والأوعِية، وقد يعود ‏هذا إلى بعض نقاط الضعف في الدراسة؛ فمثلاً حصلوا على المعلومات المُتعلِّقة بالتغذية فقط عند بِداية ‏الدِّراسة، وبذلك لا تُوجد طريقة لمعرِفة ما إذا كان النظم الغذائيَّة للمُشاركين قد تغيَّرت مع مرور الوقت.‏

نوَّه مُعِدُّو الدراسة إلى أنَّ فنلندا تشتمل على عددٍ يتجاوز المُتوسِّط من الأشخاص الذين لديهم جينة ‏APOE4‎، ولكن لا تُوجد معلوماتٌ كافِية حول ما إذا كان مدخول الكولسترول الغذائيّ قد يُؤثِّرُ في ‏القلب عند من لديهم هذه الجينة.‏

تراوحت أعمارُ المُشارِكين في الدراسة بين 42 و 60 عاماً، ووصل استهلاكهم للكولسترول الغذائيّ إلى ‏‏398 ميليغراماً في المُتوسِّط، ولم يُفِد أيّ منهم عن استِهلاك أكثر من بيضةٍ واحِدةٍ في اليوم (من المعروف أنَّ ‏البيضة ذات الحجم المُتوسِّط تحتوي على 200 ميليغرامٍ من الكولسترول تقريباً).‏

قالَ الباحِثون إنَّ 230 رجلاً من المُشاركين أُصيبوا بنوبات القلب عند نهاية الدراسة، ولكنَّهم أكَّدوا على أنَّ ‏عادات تناوُل البيض والاستِهلاك الإجمالي للكولسترول لم يُمارسا أي دور في خطر نوبات القلب أو خطر ‏تصلُّب جدران الشرايين.‏

قال فيرتانن: "لم يكن أيّ من المُشارِكين يُعاني من مرض القلب أو السكَّري عند بِداية الدراسة، وكانت لدينا ‏بيانات من دراسات أخرى تُشير إلى أنَّ مدخولَ البيض أو الكولسترول قد يزيدان من خطر مرض القلب ‏عند الأشخاص الذين يُعانون من السكَّري، ولهذا السبب لا تُشجِّعُ دراستنا على أن يتناولَ الإنسان ما يشاء ‏من الكولسترول أو البيض وبدون الالتزام بكميات محدَّدة".‏

‏"بمعنى آخر، ربما يُؤدِّي المدخولُ المُرتفِع من البيض والكولسترول وفي نقطة معيَّنة إلى زِيادةٍ في خطر مرض ‏القلب، ولكن ليست لدينا بياناتٌ دقيقة حول هذا الأمر، لأنَّ دراستنا لم تشتمل على عدد كافٍ من ‏الأشخاص الذين لديهم مدخول مرتفع جداً من البيض والكولسترول".‏‎ ‎
قالت لونا ساندون، اختصاصيَّة التغذية لدى مركز ساوث ويسترن الطبِّي في جامعة تكساس: "خيرُ الأمور ‏الوسط، ويُمكن للإنسان إضافة البيض، حتى مع صفاره، إلى نظامه الغذائيّ وبكل ثقة؛ فالبيضُ ركن مهم من ‏أركان التغذية، خصوصاً صفاره الذي يحتوي على فيتامين دال ودُهون أساسيَّة ومُركَّب كيميائيّ يُسمَّى كولين ‏choline‏ واللوتين أو اليصفُور ‏lutein‏ والزيكسانثين ‏zeaxanthin‏ (مادَّة نباتيَّة صفراء)، ومواد ‏أخرى؛ ناهيك عن بياضه الذي يحتوي على بروتينات عالية الجودة، إضافةًً إلى أنَّه من مصادر فيتامين باء".‏

‎"‎تُشيرُ هذه الدراسةُ إلى أنَّ تناوُلَ بيضة واحِدة في اليوم، ضمن سِياق نموذجٍ من النظام الغذائيّ الصحِّي، لا ‏يبدو أنَّه يزيد من خطر مرض القلب أو يُؤثِّر في الكولسترول الغذائيّ، ولكن لا يعني هذا أن تكون البيضة ‏مُغمَّسة بالصلصة ومعها بسكويت مصنوع من الزبدة‎!".‎

0 التعليقات:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.