الخميس، 18 يناير 2018

فرطُ ضغط الدم الرئوي أو ارتفاعُ ضغط الدم الرئوي







فرطُ ضغط الدم الرئوي أو ارتفاعُ ضغط الدم الرئوي pulmonary hypertension هو ازديادُ ضغط الدم داخل الشرايين الرئويَّة، وهي الأوعيةُ الدموية التي تزوُّد الرئتين بالدم.

ارتفاعُ ضغط الدم الرئوي حالةٌ صحِّية مهمَّةٌ قد تضرُّ بالجانب الأيمن من القلب، ممَّا يُقلِّلُ من كفاءة القلب في ضخِّ الدم إلى أنحاء الجسم، ووصول الأكسجين إلى العضلات.

وتنطوي أعراضُ ارتفاع ضغط الدم الرئوي على ما يلي:

* ضيق النفس.

* الشعور بالإرهاق.

* الشعور بالإغماء أو بالدوخة.

* ذبحة صدرية.

* خفقان القلب.

* تورُّم الساقين والكاحلين.




ماذا يحدث عند ارتفاع ضغط الدم الرئوي؟
يجري الدمُ من الجانب الأيمن من القلب عبر الشرايين الرئوية لدى الشخص السليم، ليلتقطَ الأكسجين عند وصوله إلى الرئتين.

يعود الدمُ الغني بالأكسجين من الرئتين إلى الجانب الأيسر من القلب ليضخَّه في جميع أنحاء الجسم إلى العضلات، حيث توجد الحاجةُ إلى الأكسجين.

ويزداد الطلبُ على الأكسجين في أثناء ممارسة الرياضة أو الجهد البدني، لذلك تزداد سرعةُ ضربات القلب وتتَّسع الشرايين الرئويَّة عادةً للسماح بجريان كميةٍ إضافيَّة من الدم عبرها إلى الرئتين.

لكنَّ وجودَ ارتفاعٍ في ضغط الدم الرئوي يعني أنَّ جدران الشرايين الرئوية تصبح سميكة ومتيبِّسة، ممَّا يجعل من الصعب عليها أن تتمدَّدَ للسماح بجريان المزيد من الدم عبرها. وبدلاً من ذلك، فقد تحدث إعاقةٌ في الشرايين الرئوية ببسبب الجلطات الدموية، والتي يمكنها عرقلة جريان الدم أيضاً.

يُقلِّلُ انخفاضُ جريان الدم من قدرة الجانب الأيمن من القلب على ضخِّ الدم عبر الشرايين، ممَّا يعني أنَّ هذا الجزءَ من القلب سوف يبذل جهداً أكبر للقيام بوظيفته.

وإذا استمرَّ العمل المُجهد في الجانب الأيمن من القلب، فقد يَضعُفُ بشكلٍ تدريجي، ممَّا يُقلِّلُ من كفاءته في ضخِّ الدم، وقد يؤدِّي إلى الإصابة بفشل القلب heart failure.




الأشخاص المُعرَّضون لارتفاع ضغط الدم الرئوي
ليس هناك ارتباطٌ بين ارتفاع الضغط الرئوي وعمر الشخص، رغم أنَّ بعضَ أنواعه يكون أكثرَ شيوعاً عند النساء الشابَّات.




متى ينبغي مراجعة الطبيب؟
قد يستغرق التشخيصُ الصحيح لارتفاع ضغط الدم الرئوي وقتاً طويلاً في بعض الأحيان، لأنَّ أعراضَه مشابهةً لأعراض الكثير من الحالات الرئوية والقلبية الأخرى.

إلاَّ أنَّ ارتفاعَ ضغط الدم الرئوي هو حالةٌ خطيرة، لذلك فمن الضروري مراجعةُ الطبيب عند المعاناة من تلك الأعراض.

يسأل الطبيبُ عن الأعراض وعن التاريخ الصحي للشخص، وقد يُجري فحصاً سريريَّاً.

يمكن إجراءُ اختبارات لنحرِّي سلامة القلب والشرايين الرئوية، مثل تخطيط صدى القلب echocardiogram (أحد أنواع التصوير بالأمواج فوق الصوتية) وتخطط كهربائية القلب electrocardiogram (الذي يختبر النَّظم الكهربائيّ للقلب).




معالجة ارتفاع ضغط الدم الرئوي
ارتفاعُ ضغط الدم حالةٌ خطيرةٌ تتفاقم بشكلٍ تدريجي عادةً. وقد يؤدي عدمُ علاجها إلى حدوث فشلٍ في القلب، والذي قد يكون مميتاً.

وإذا كان ارتفاعُ الضغط الرئوي ناجماً عن حالةٍ موجودة مسبقاً، فينبغي عندها معالجةُ الحالة الكامنة أوَّلاً؛ فقد يمنع هذا حدوثَ ضررٍ دائمٍ في الشرايين الرئوية في بعض الحالات.

عندما يكون الشخصُ مصاباً بأحد أنواع ارتفاع ضغط الدم الرئوي، والذي يثدعى ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي pulmonary arterial hypertension (PAH)، يُحوَّل إلى مركزٍ مختصٍّ في معالجة هذه الحالة.

يمكن استعمالُ عدَّة أدوية في معالجة ارتفاع ضغط الدم الرئوي. وقد يوصَى باستعمال الأدوية المضادَّة للتخثر anticoagulant medicines والأدوية المُدرَّة للبول diuretics في بداية المعالجة. كما قد يُوصفُ في وقتٍ لاحق عددٌ من الأدوية الأخرى.

وقد تُوصفُ المعالجة المنزليَّة بالأكسجين home oxygen therapy لبعض الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي.




المآل
قد تؤثِّر أعراضُ ارتفاع الضغط الرئوي، مثل عُسر التنفُّس breathlessness، بشكلٍ كبيرٍ في نوعية الحياة، حيث قد يعجز الشخصُ عن الاستمرار في ممارسة نشاطاته اليومية. ولذلك، من الضروري أن يبدأ العلاج في أسرع وقتٍ ممكن لتحسين الأعراض.

يختلف مآلُ الحالة بين الأشخاص باختلاف بعض العوامل، مثل مدى سرعة تشخيص الحالة وشدَّة الأعراض ووجود إصابة بحالةٍ صحيةٍ كامنةٍ أخرى.

لكنَّ مآلَ ارتفاع الضغط الرئوي قد تحسَّن مع استعمال أدويةٍ جديدة خلال الـسنوات العشرين الماضية، وأصبح بمقدور الأشخاص أن يعيشوا حياةً أطولَ بمشيئة الله تعالى


 ارتفاع ضغط الدم الرئوي؟

يعاني المصابون بمرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي من صعوبات التنفس والتعب لدرجة استصعاب أداء المهام اليومية البسيطة، بل إن الأمر قد يصل إلى حد إيجاد صعوبة في المشي لمسافة قصيرة في بعض الحالات.

ما هو ارتفاع ضغط الدم الرئوي؟
على مدار عدة أشهر مضت، عانت سيدة تبلغ من العمر 30 عاما، من التعب والصعوبة في صعود الدرج، بالإضافة إلى شعورها بضعف عام في كل الجسم. ونظرا لأنها كانت تفتقر إلى اللياقة البدنية وتخجل من وزنها الزائد الذي اتهمته بأنه السبب وراء هذه الصعوبات، فقد تأخرت في التوجه إلى الطبيب. وحين توجهت إلى الطبيب، تم تحويلها لإجراء فحص "مخطط صدى القلب" (Echocardiogram) الذي أظهر أنها مصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي. عندها فقط، ربطت هذه السيدة بين هذا التشخيص وبين المرض الذي تسبب بوفاة والدتها قبل 20 عاما. 

يعتبر مرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي (Pulmonary Hypertension) أحد أخطر الأمراض التي قد يعاني منها الناس. يصيب هذا المرض الشرايين التي تنقل الدم من القلب إلى الرئتين، ويرفع ضغط الدم في هذه الأوعية الدموية. وفي أعقاب الجهد الزائد الذي يبذله القلب من أجل إيصال الدم إلى الرئتين، يقع ضغط كبير على البطين الأيمن مما قد يؤدي إلى الإصابة بقصور القلب في الجهة اليمنى، أو إلى الموت إذا لم تتم معالجته بالشكل الصحيح، وذلك نتيجة "انهيار" الجزء الأيمن من القلب الذي لا يستطيع الصمود ومواصلة إيصال الدم إلى الرئتين. من الممكن أن تستمر عملية تطور المرض وتفاقمه (وهو مرض يصيب السيدات بشكل اساسي) ما بين عدة أشهر حتى عدة سنوات. عند الإصابة بهذا المرض، تكون النساء ممنوعات من الحمل، خوفا من المس بشكل كبير بصحتهن نتيجة الضغط الكبير على القلب.

وكما في حالة السيدة المذكورة، التي أصيبت بالمرض وكانت تحمل نفس الجين المصاب الذي حملته أمها من قبل، يتم تشخيص طفرة وراثية في أحد الجينات لدى 10% من المصابين بالمرض، وهي التي تسبب الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي. لكن على الرغم من أنه ليس كل من يحمل هذه الطفرة الجينية يصاب بالمرض، إلا أن هنالك بعض العائلات التي يصاب أكثر من واحد من أفرادها بالمرض. 
يعاني المصابون بالمرض من صعوبات التنفس والتعب لدرجة استصعاب أداء المهام اليومية البسيطة، بل إن الأمر قد يصل إلى حد إيجاد صعوبة في المشي لمسافة قصيرة في بعض الحالات. أحد الأعراض التي تميز الإصابة بهذا المرض هي ازرقاق الشفتين وأطراف الأصابع نتيجة نقص الأوكسجين في الدم. لا يتأثر هذا المرض بالتغذية السيئة أو بنقص النشاط البدني، ومع ذلك فإنه عادة ما يطلب من المصابين به الحفاظ على لياقة بدنية متوسطة وتحت الرقابة، من أجل منع الإصابة بالتعب في أعقاب بذل جهد زائد. 

نظرا لأن أعراض المرض ليست مميزة ولا تقتصر عليه وحده، ولأنها من الممكن أن  ترتبط بأمراض أخرى مثل ضيق التنفس، الربو، قلة اللياقة البدنية، أو حتى التوتر والقلق، فإن المصابين به غالبا ما لا يتوجهون إلى الطبيب، وحتى لو فعلوا، فإن الفحوص الأولية لا تسفر عما يشير إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي. يؤدي هذا الوضع إلى تأخر تشخيص الإصابة بالمرض لفترة قد تصل إلى عدة سنوات، وهي فترة من الممكن أن تكون مصيرية بالنسبة للمريض. وفقا للإحصائيات، مقابل كل مريض يتم تشخيصه كمصاب بفرط ضغط الدم الرئوي،  هنالك مريض اخر يتأخر تشخيص إصابته بنحو ثلاث سنوات من يوم الإصابة، ونتيجة لذلك فإنه لا يحظى بالعلاج اللازم. 

خلال السنوات القليلة الماضية، بدأنا نلاحظ ارتفاع مستوى الوعي لهذا المرض، سواء من جانب المرضى، أو من جانب الطواقم الطبية. وإذا كان فحص تخطيط صدى القلب، حتى قبل سنوات قليلة، يستخدم من أجل تصوير البطين الأيسر في القلب فقط بهدف تشخيص بعض الأمراض الأخرى، فإن هذا الفحص بات يشمل اليوم تصويرا للبطين الأيمن من أجل تقييم مستوى ضغط الدم في الرئتين وتشخيص المرض. كذلك، ومن أجل تأكيد التشخيص، على المريض أن يخضع لعملية قسطرة في البطين الأيمن. يدور الحديث هنا عن عملية قسطرة أبسط بكثير من عملية القسطرة العادية للبطين الأيسر، والتي تستغرق 15 دقيقة. خلال القسطرة، يتم قياس ضغط الدم الحقيقي داخل شريان الرئة لتأكيد التشخيص بشكل نهائي. 


متى يمكن العودة الى النشاط الطبيعي بعد عملية القسترة؟
من أجل تشخيص مسبب المرض، لا بد من إجراء بعض الفحوص، مثل فحص أداء الرئة (وظائف الرئة)، التصوير المقطعي المحوسب (CT) للصدر، وكذلك اختبارات دم من أجل استبعاد ونفي إمكانية الإصابة بأمراض المفاصل، الإيدز وتشمع الكبد. كما إنه بالإمكان إجراء فحص مسح تصوير الرئتين بالنظائر المشعة من أجل اكتشاف وجود جلطات دموية فيها.  

بعد التشخيص، يكون هدف العلاج توسيع الأوعية الدموية في الرئتين. في الحالات البسيطة جدا من المرض، بالإمكان الاكتفاء بمتابعة حالة المريض وإجراء فحوص صدى القلب مرة كل ستة أشهر. أما إذا كانت شدة المرض بين الطفيفة والمتوسطة، فيتم علاج المريض بواسطة الأدوية الفموية التي تؤدي إلى خفض ضغط الدم، مثل مثبطات الإندوثيلين (Endothelin receptor antagonist) ومنها البوسينتان (Bosentan) أو السيلدينافليل (Sildenafil - الفياجرا). كذلك، يتم علاج المرضى بواسطة الأدوية الحالة للدم، من أجل منع تكون الجلطات الدموية.

في الحالات الأكثر خطورة، يشمل العلاج الدوائي بعض العقاقير من عائلة البروستاسيكيلينات (Prostacyclin)، ويمكن أن يتم إعطاؤه من خلال عملية الاستنشاق (البخاخ) أو عبر الحقن الوريدي بجرعات ثابتة تم تحديدها سلفا. إذا لم يكن هذا العلاج ذا فائدة، فإن المريض سيضطر للخضوع إلى عملية زرع رئتين.

اليوم، ومع توفر إمكانيات حديثة لمعالجة هذا المرض، والتي تزيد من جودة حياة المرضى، يؤدي التأخر في تشخيص الإصابة به إلى المس بشكل خطير بالمرضى، ولذلك فإن هنالك أهمية كبيرة لتشخيص المرض مبكرا ومعالجته بشكل ناجع في الوقت المناسب. 

صمام الرئة (الصمام الرئوي - Pulmonary valve) هو صمام ثلاثي الشرف يقع بين البطين الأيمن للقلب وبين شريان الرئة الرئيسي الخارج منه، وهو يزود الدم غير المؤكسج للدورة الدموية في داخل الرئة. في حالة القصور، لا ينغلق ألصمام بشكل تام (Diastotle)، مما يؤدي إلى حصول تسرب للدم من الشريان ألرئوي إلى البطين الأيمن, هذا التسرب يحصل بسبب خلل في وريقات الصمام, بسبب اتساع حلقة الصمام, بسبب مرض يصيب الشريان الرئوي، أو قد يكون التسرب، في أحيان كثيرة، مصاحبا لضغط الدم المرتفع في الرئتين.


التسرب الطفيف للدم هو حالة منتشرة جدا (طبيعية وسليمة)، خاصة لدى البالغين. لكن التسرب الحاد يجعل البطين الأيمن ينقل كمية كبيرة من الدم، أكبر من الكمية الطبيعية، إلى الشريان الرئوي مما يؤدي مع الوقت إلى اتساع البطين الأيمن (فائض الحجم). قد يكون قصور الصمام الرئوي حادا أو مزمنا بدرجة حدة متفاوتة، من الخفيفة وحتى الحادة. تتعلق درجة خطورة التسرب بحجم فتحة الصمام في الانبساط, بالفارق بين حجمي الضغط في جانبي الصمام وبمدة الانبساط.

مأمول الحياة (متوسط العمر المتوقع - Life expectancy) لدى المصابين بقصور حاد في الصمام الرئوي يتعلق بالمرض الأساسي الذي أدى إلى ظهور العيب في الصمام.

أعراض قصور الصمام الرئوي
نادرا ما تظهر أعراض لدى المرضى المصابين بقصور ألصمام ألرئوي، لكنها تظهر فقط في حالات القصور الحاد مع تطور ألقصور في ألبطين ألأيمن من القلب. وهي تشمل: الضعف، التعب عند بذل جهد جسماني خفيف, ضيق التنفس، الذبحة الصدرية، تسرّع نبضات القلب، الإغماء ألفجائي والوذمات (Edema). في ألحالات الأكثر حدة وصعوبة تتطور الأعراض إلى انتفاخ ألبطن, أوجاع في ألبطن في منطقة ألربع الأيمن الأعلى، نتيجة تضخم الكبد والاستسقاء (Ascites). أعراض أخرى قد تظهر نتيجة المرض الأساسي أو الضغط الرئوي المرتفع، مثل: النزف في المسالك التنفسية. خلال الفحص، قد يظهر لدى هؤلاء المرضى توسع في أوردة العنق, نفخة (Murmur) نموذجية مميزة على الصمام الرئوي وصوت قلب ثان بارز.

أسباب وعوامل خطر قصور الصمام الرئوي
قد ينشأ قصور ألصمام ألرئوي نتيجة لعدة أمراض، مثل فرط ضغط الدم الرئوي، الأولي أو الثانوي، رباعية فالو (Tetralogy of Fallot)، التهاب تلوثي في ألصمام, المتلازمة السرطاوية (Carcinoid syndrome), أمراض قلب روماتزمية (Rheumatic heart diseases), الرضح (Trauma), النقص الخلقي في الصمام ألرئوي.

تشخيص قصور الصمام الرئوي
يتم تشخيص قصور ألصمام ألرئوي بواسطة ألفحص بواسطة تخطيط صدى القلب (Echocardiography) والقثطرة اليمني.

علاج قصور الصمام الرئوي
قصور الصمام الرئوي هو حالة لا تتطلب المعالجة. يعطى العلاج بالأدوية في حال تطور أعراض قصور في البطين الأيمن. في حالات التسرب الثانوي الناجم عن خلل في الصمام الرئوي والتي تؤدي إلى تطور قصور في ألبطين ألأيمن, ينبغي التدخل بواسطة الجراحة لإصلاح ألصمام، أو تغييره، بصمام بيولوجي عادة



0 التعليقات:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.