الاثنين، 1 ديسمبر 2014

رعاية مرضى الفشل القلبي

إذا جرى تشخيص الفشل القلبي لدى أحد المرضى، فإن عليه أن يتقيد بتعليمات الطبيب تقيدا تاما، وذلك لأن خطة المعالجة التي يضعها الطبيب للمريض يمكن أن تساعده على العيش بشكل
أفضل وعلى إبقائه غير محتاج إلى دخول المستشفى. وأهم من هذا أن خطة المعالجة يمكن أن تطيل حياة المريض أيضا. ويعني الفشل القلبي أن القلب يصبح غير قادر على ضخ الدم إلى بقية أنحاء الجسم بالمقدار الكافي. من المهم جدا تناول الدواء كل يوم من أجل معالجة فشل القلب الاحتقاني. على المريض أن يتناول أدويته وفقا لتعليمات الطبيب تماما. ولا يجوز أبدا أن يزيد جرعة الدواء أو أن ينقصها إلا إذا أشار الطبيب بذلك. على المريض أيضا أن يتقيد بأي تعليمات غذائية يقدمها له الطبيب أو اختصاصي التغذية. وعليه أيضا التقيد بتعليمات الطبيب فيما يتعلق بمراقبة الوزن ومستوى النشاط الجسدي المناسب له. كما يجب إبلاغ الطبيب عند ملاحظة أي تغير في الجسم أو في الأعراض، أو إذا لاحظ المريض ظهور أعراض جديدة. 
مقدمة
إذا جرى تشخيص حالة الفشل القلبي لدى أحد المرضى، فإن عليه أن يتقيد بتعليمات الطبيب تقيدا تاما. كما أن خطة المعالجة التي يضعها الطبيب تساعده في العيش بشكل أفضل وفي عدم الحاجة إلى دخول المستشفى. وأهم من ذلك أنها تمكنه من العيش فترة أطول. يساعد هذا البرنامج التثقيفي على تكوين فهم أفضل لتغيرات نمط الحياة التي تكون ضرورية للمريض الذي مر بحالة من الفشل القلبي. وهو يشتمل أيضا على ملاحظات فيما يتعلق بتناول الأدوية وعلى قسم يناقش متى تصبح استشارة الطبيب ضرورية. 
الفشل القلبي
يعني الفشل القلي أن يصبح القلب عاجزا عن ضخ كمية الدم الضرورية إلى بقية أنحاء الجسم. إذا لم يتمكن القلب من ضخ كمية الدم التي يتلقاها كلها، فإن المقدار الزائد من السوائل يمكن أن يعود إلى الرئتين وإلى أنحاء أخرى في الجسم. إضافة إلى تراكم السوائل، فإن انخفاض كمية الدم التي يجري ضخها إلى أنحاء الجسم يمكن أن يسبب أعراضا تشير إلى الفشل القلبي. ومن هذه الأعراض:
زيادة الوزن.
التعب وقصر النفس.
صعوبة الاستلقاء في وضعية أفقية في الفراش.
وفي المراحل المتقدمة، يمكن أن يؤدي الفشل القلبي الاحتقاني إلى سعال مستمر قد يتضمن خروج المخاط أو الدم مع السعال. يستطيع المريض أن يقوم بأشياء كثيرة من أجل إدارة حالة الفشل القلبي. وتناقش الأقسام التالية تغيرات نمط الحياة التي يمكن أن تكون مفيدة في تقليل كمية العمل الذي يقوم به القلب. 
الأدوية
قد يصف الطبيب للمريض دواء واحدا أو مجموعة من الأدوية. من المهم جدا أن يتناول المريض أدويته كل يوم من أجل معالجة الفشل القلبي الاحتقاني. وعليه أن يتناول هذه الأدوية طبقا لتعليمات الطبيب تماما. كما لا يجوز أبدا أن يتناول المريض كمية زائدة أو ناقصة من الدواء إلا إذا أشار الطبيب بذلك. إن عدم تناول إحدى الجرعات الدوائية في وقتها المحدد أو عدم إعادة تعبئة الوصفة الطبية في وقتها المحدد يمكن أن يؤدي إلى مشكلات خطيرة. لا يجوز أبدا التوقف عن تناول الدواء قبل الحصول على موافقة الطبيب. إذا تخطى المريض إحدى الجرعات الدوائية ولم يتناولها في وقتها، فلا يجوز أبدا أن يتناول قرصين بدلا من قرص واحد عند موعد الجرعة القادمة إلا إذا قال له الطبيب أن يفعل هذا. ومن المهم كثيرا أن يتناول المريض الدواء وفقا لتعليمات الطبيب وهذا مهم تحديدا في حالة الأدوية الخاصة بالفشل القلبي. من الممكن أن تسبب الأدوية أحيانا آثارا جانبية، كالسعال أو كثرة الذهاب إلى المرحاض. وإذا كانت لدى المريض أعراض جانبية، أو إذا أراد أن يطرح أسئلة، أو إذا ظن أن الدواء لا يفيده، فإن عليه استشارة الطبيب. فيما يلي خمس نصائح من أجل تذكر تناول الدواء في وقته:
يجب أن يعرف المريض اسم كل دواء ومقدار الجرعة المطلوبة، بالإضافة إلى سبب تناول هذا الدواء.
على المريض أن يضع مخططا بسيطا لتوضيح خطة تناول الأدوية.
على المريض أن يلتزم بنظام محدد من أجل تناول الأدوية، مثل تناولها في أوقات الوجبات أو عندما يحين موعد النوم.
يمكن ضبط المنبه من أجل تذكير المريض بتناول الدواء في الوقت الصحيح.
يستطيع المريض استخدام علبة مخصصة للأدوية من أجل مساعدته في تنظيم تناول أدويته اليومية.
على مرضى الفشل القلبي تجنب استخدام الأدوية غير الستيروئيدية المضادة للالتهاب، ومنها "موترين®"، و "أدفيل®"، و "" أليف® "، و" تورادول® "، و" نابروسين® "، و" إيبوبروفين ". إن مسكنات الألم هذه التي يتناولها الناس كثيرا يمكن أن تؤدي إلى احتباس السوائل لدى المريض. وعلى المريض استشارة الطبيب من أجل معرفة البدائل المناسبة. 
التغذية
على المريض أن يتقيد بالتعليمات الغذائية التي يعطيها له الطبيب أو اختصاصي التغذية. على المريض أن يقلل من كمية الصوديوم، أي ملح الطعام، التي يتناولها. إن الإكثار من الملح يمكن أن يؤدي إلى التورم وإلى صعوبة التنفس. ويستطيع المريض استخدام بدائل الملح إذا وافق الطبيب على ذلك. بشكل عام، يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الفشل القلبي إلى التقيد بنظام غذائي منخفض الصوديوم. وهكذا فإنهم يستطيعون جعل ما يدخل الجسم من الصوديوم لا يتجاوز ألفي ميليغرام في اليوم الواحد. يجب سؤال الطبيب عن كمية الصويوم التي يجوز تناولها في اليوم. من الأطعمة التي تحتوي على مقادير مرتفعة من الصوديوم:
اللحوم المعلبة والمعالجة.
النقانق وما يشبهها من الأطعمة.
رقائق البطاطس والمقرمشات.
الكاتشب والخردل (المسترد).
الخلاصات الغذائية وأنواع الحساء المعلبة، وبعض أنواع الخضار المعلبة أيضا.
الوجبات المجمدة.
يحوي ملح الطعام كمية مرتفعة جدا من الصوديوم، ولذلك يجب أن يمتنع المريض عن تناوله تماما. تشتمل الأغذية منخفضة الصوديوم على ما يلي:
أنواع الطعام غير المملح أو منخفض الصوديوم.
لحوم الدواجن الطازجة.
الفاكهة الطازجة.
الخضار الطازجة.
إن الطريقة الأفضل من أجل الالتزام بنظام غذائي منخفض الصوديوم هي قراءة اللصاقات التي تحمل المعلومات الغذائية والتي تكون مثبتة على عبوات الأطعمة، والاقتصار على شراء المواد الغذائية التي تحوي كميات منخفضة من الصوديوم. تقدم هذه اللصاقات معلومات عن كمية الصوديوم في كل حصة غذائية. كما توضح كمية الطعام الموجود في هذه الحصة. وعلى اللصاقة الغذائية، يتم ذكر كمية الصوديوم بالميليغرام (ملغ). كما يذكر أيضا ما تمثله هذه الكمية من القيمة اليومية. تعتبر أي مادة غذائية منخفضة الصوديوم إذا كانت تحوي 5٪ من القيمة اليومية. وأما أنواع الأغذية التي تحتوي 20٪ أو أكثر من القيمة اليومية فهي مرتفعة الصوديوم. على المريض اختيار منتجات غذائية تحوي 5٪ من الصوديوم أو أقل، في الحصة الغذائية الواحدة. وعلى المريض أيضا أن يبحث عن الكلمات من قبيل "خال من الملح"، أو "غير مملح"، أو "قليل الصوديوم"، أو "صوديوم أقل"، وذلك عند مقارنة المنتجات الغذائية المختلفة. قد يكون المريض في حاجة إلى تقليل كمية السوائل التي يتناولها. وذلك لأن الأشخاص المصابين بفشل قلبي احتقاني حاد يمكن أن تقتصر كمية السوائل اليومية المسموح لهم بتناولها على لتر ونصف أو لترين فقط، وذلك من أجل الوقاية من احتباس السوائل. إن المريض الذي يجب أن يقتصر على لتر ونصف من السوائل يوميا يستطيع أن يشرب نحو ستة أكواب عادية يوميا. وأما الشخص الذي تقتصر كمية السوائل المسموح له بتناولها يوميا على لترين يستطيع تناول ثمانية أكواب في اليوم الواحد. إن الأشياء القابلة للذوبان، كالمثلجات، والجيلو، تعد من السوائل أيضا. 
مراقبة الوزن
حتى يتمكن المريض من مراقبة وزنه، فإن عليه أن يزن نفسه كل يوم، وفي ساعة محددة، وبالكمية نفسها من الملابس. إذا كان المريض زائد الوزن، فإن عليه أن يستشير الطبيب فيما يخص خطة تخفيض الوزن. سواء أكان المريض زائد الوزن أو لم يكن كذلك، فإن عليه أن يستشير الطبيب على الفور إذا لاحظ زيادة في وزنه تتجاوز كليوغراما ونصف خلال يوم أو يومين. من الممكن أن تكون زيادة الوزن السريعة هذه علامة على احتباس السوائل في الجسم. على المريض أن يحرص على الالتزام بمواعيد المراجعة مع الطبيب أو مع أي اختصاصي صحي، وذلك وفقا للتعليمات. إن مرضى الفشل القلبي في حاجة إلى متابعة طبية مباشرة، ويجب أن يذهبوا إلى الطبيب خلال سبعة أيام بعد الخروج من المستشفى إذا كان ذلك ممكنا. 
النشاطات
على المريض أن يتقيد بتعليمات الطبيب فيما يخص الإجهاد والنشاطات الجسدية. على المريض أن يكثر من الراحة. وعندما يشعر بأي تعب، ولو كان خفيفا، أو بأي قصر في النفس، فعليه أن يجلس ويستريح. من المستحسن أن يرفع المريض قدميه وساقيه عند الجلوس. ولا يجوز ترك الساقين تتدليان إلى الأسفل. يجب تخطيط فترات النشاط الجسدي بحيث تشتمل على أوقات للراحة. على المريض أن ينتبه إلى نمط تنفسه وإلى مقدار تحمله للنشاط الجسدي و يدون ذلك. 
الحياة الصحية
لا يجوز للمريض أن يدخن ولا أن يتناول أي نوع من منتجات التبغ. وقد يكون التبغ أكثر الأشياء خطورة بالنسبة لصحة المريض. على المريض أن يتجنب تناول الكحول، أو أن يتناوله بكمية معتدلة جدا وفقا لتعليمات الطبيب. ولا يجوز أن يتناول الرجل أكثر من كأسين. أما المرأة فلا يجوز أن تتناول أكثر من كأس واحدة.إن تناول الكحول محرم في الشريعة الإسلامية. على المريض أن ينتبه إلى عدم الاحتكاك مع الأشخاص المصابين بالأنفلونزا أو بالرشح، وذلك لتجنب الإصابة بالعدوى. وعليه أن يحرص على تلقي اللقاحات في أوقاتها. يجب أن يتلقى كل مريض من مرضى الفشل القلبي لقاح الالتهاب الرئوي بصرف النظر عن سنه. من المهم أن يعرف المريض كيف يدير الشدة النفسية في حياته. وعند الحاجة، فإنه يستطيع سؤال الطبيب عن المصادر المتوفرة من أجل المساعدة على تحقيق هذا الهدف. على المريض أن ينام جيدا أو يستريح جيدا كل يوم. 
متى تكون استشارة الطبيب ضرورية؟
على المريض إخبار طبيبه عن أي تغير يلاحظه في جسمه أو في الأعراض، أو عندما يلاحظ ظهور أعراض جديدة. من الممكن تصنيف الأعراض ذات الصلة بالقلب إلى ثلاث فئات لونية: خضراء، وصفراء، وحمراء. إذا كان المريض ضمن المنطقة الخضراء، فإنه لا يكون عادة معرضا إلى أي خطر مباشر ولا يحتاج إلى استشارة الطبيب. ويكون المريض في المنطقة الخضراء إذا لم يتعرض إلى ما يلي:
قصر النفس.
زيادة الوزن بمقدار يتجاوز كيلوغراما واحدا.
التورم.
ألم الصدر.
إذا كان المريض في المنطقة الصفراء، فإن عليه أن يراجع الطبيب على الفور. وعندما يكون المريض في المنطقة الصفراء فإنه يعاني ما يلي:
زيادة وزنه بأكثر من كيلوغرام واحد ونصف يوميا، أو زيادة وزنه في أسبوع واحد بأكثر من 2.5 كيلوغرام.
قصر النفس.
صعوبة التنفس عند الاستلقاء.
من العلامات المنذرة الأخرى التي تشير إلى أن المريض موجود في المنطقة الصفراء:
تورم القدمين والكاحلين والساقين، أو منطقة المعدة.
زيادة التعب في حالة ممارسة النشاط الجسدي المعتاد.
الدوخة.
الشعور بأن المريض ليس على ما يرام.
على المريض مراجعة طبيبه فورا إذا لاحظ أي عرض من هذه الأعراض. على المريض أن يراجع الطبيب فورا إذا ظهرت لديه أي علامة أو عرض من العلامات والأعراض المتعلقة بالمنطقة الصفراء:
انقطاع النفس خلال النوم.
سعال جاف متكرر، وخاصة عند الاستلقاء.
الإحساس بالتعب والضعف، أو الإغماء.
الغثيان مع انتفاخ وألم في المعدة.
إذا كان المريض في المنطقة الحمراء، فعليه أن يتصل بالإسعاف فورا. ويكون المريض في المنطقة الحمراء إذا ظهر لديه ما يلي:
بذل جهد كبير من أجل التنفس.
عدم تحسن حالة التنفس حتى عند الجلوس.
ألم صدري.
التشوش الذهني أو عدم القدرة على التفكير الواضح.
إذا ظهر لدى المريض ألم صدري، فمن المهم أن يتوجه فورا إلى أقرب نقطة إسعاف، أو أن يتصل بالإسعاف على الفور. على المريض أن يراجع الطبيب على نحو منتظم، وفي جميع المواعيد المحددة. وعليه أن يقوم بإعداد أسئلته وتسجيل ملاحظاته. وعند الحاجة، فإنه يستطيع أن يجلب معه شخصا موثوقا لمساعدته في فهم المعلومات وتذكر طرح الأسئلة على الطبيب. 
الخلاصة
الفشل القلبي مرض خطير يصيب ملايين الناس. وفي حال عدم ضبط هذا المرض، فمن الممكن أن يتفاقم وأن يؤدي إلى العجز أو إلى الوفاة. بفضل التطور في الطب، فإن الجهات الطبية صارت قادرة على التحكم في حالات الفشل القلبي. وبالنسبة لمعظم المرضى، فإن المعالجة تشتمل على تناول الأدوية وعلى الالتزام بعادات صحية في الحياة. بالنسبة لكثير من المرضى، فإن تناول الأدوية يوميا أمر مهم من أجل التحكم في حالة الفشل القلبي. وعلى المريض أن يتناول الدواء وفقا لتعليمات الطبيب، كما يجب عليه إبلاغ الطبيب على الفور بأي أعراض جانبية تظهر لديه

0 التعليقات:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.